أحمد السعداوي (أبوظبي)

واصل مؤتمر ومعرض جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، فعاليات يومه الثاني أمس في فندق دوست ثاني بأبوظبي، عبر مجموعة من الحلقات النقاشية وجلسات العمل، حول تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل لعلوم المكتبات وأهميتها في رفع الوعي المعرفي بأهمية المعلومات، من خلال مواكبة مستجدات العصر، كما يصاحب المؤتمر معرض يقدم أحدث الأساليب المتبعة في علوم المكتبات الرقمية من خلال خبراء وشركات متخصصة في هذا المجال، جاءت من أنحاء العالم إلى أبوظبي لنشارك أهلها الاحتفاء بهذا الحدث المعرفي المنتظر أن تنتهي فعالياته مساء اليوم، حيث يقام سنوياً في واحدة من دول الخليج العربي، وستقام النسخة المقبلة في دولة الكويت.

تعزيز المهنة
من أبرز الجلسات التي شهدها يوم أمس، حلقة نقاشية بعنوان «مهنة المكتبات والمعلومات مع جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي في 25 عام»، أدارها الدكتور نبهان الحراصي، الأستاذ المساعد بقسم دراسات المعلومات في جامعة شيفيلد، المملكة المتحدة. وتحدث في الحلقة النقاشية، الأستاذ الدكتور شريف شاهين، أستاذ المكتبات والمعلومات بكلية الآداب في جامعة القاهرة. والأستاذة الدكتورة نعيمة حسن جبر، أستاذ دراسات المعلومات في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان.
وتركزت الحلقة على محورين، الأول هو التوجهات المحورية للمؤتمرات العلمية ودورها في تعزيز المهنة والمهنيين، المحور الثاني سلط الضوء على الأنشطة التدريبية وتقييم العمل المهني للجمعية خلال 25 عاماً. واستهدفت الحلقة النقاشية الوقوف على الأدوار الأساسية التي مارستها الجمعية في تطوير المهنة والمهنيين.
كما ناقشت التحديات والفرص المتاحة أمام الجمعية ووضع رؤية لخططها المستقبلية ومتابعتها لتشخيص الاحتياجات المهنية وتعزيز تطويرها ومواءمتها مع التخصصات ذات العلاقة، وكذلك استعرضت مواكبة الاحتياجات البحثية وتعزيزها من خلال النشر العلمي وتشجيع المشاركات البحثية.

الحاضر والمستقبل
جلسة أخرى بعنوان «إنترنت الأشياء للمكتبيين: قراءة للحاضر واستشراف المستقبل»، أدارها الأستاذ الدكتور عبدالله حسين متولي، أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة، وتحدث فيها كل من الدكتورة، كلارا تشو، مديرة مركز مور تنسن لعلوم المكتبات بجامعة ايلينوي بالولايات المتحدة، المهندس راني طه، المدير الإقليمي ومدير مكتب دبي بشركة نسيج، والأستاذ الدكتور خالد محمد فرجون، رئيس قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة حلوان.
وناقشت الجلسة الكيفية التي يتسنى من خلالها للمكتبيين واختصاصي المعلومات تحقيق الإفادة القصوى من الأدوات والبرامج المرتبطة بـ«إنترنت الأشياء» وتوظيفها في تطوير الأداء بمكتباتهم، والارتقاء بمستوى الخدمات التي يتم تقديمها، إلى جانب التعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في هذا الصدد، وتقييم مدى ملاءمتها للاستخدام في مكتباتنا في العالم العربي.
إلى ذلك، قال راشد عبد الرحمن، مدير الخدمات الفنية ورئيس اللجنة التنظيمية في مؤتمر جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، إن المؤتمر يقام سنوياً في واحدة من دول الخليج العربي، حيث عقد العام الماضي في عمان والنسخة المقبلة ستكون في دولة الكويت.
وأوضح عبد الرحمن أن المؤتمر نجح في تسليط الضوء على العديد من القضايا المهمة منذ انطلاقه قبل يومين، حيث اجتمع فيه حشد كبير من أنحاء العالم من متخصصي علوم المكتبات، حيث عمدت جلسات المؤتمر إلى طرح آخر ما توصل إليه علم المكتبات والتقنيات المرتبطة به، حيث صار «إنترنت الأشياء» ضمن الأولويات في العالم الرقمي خلال الوقت الحالي، بحيث أصبح مجال «إنترنت الأشياء» في حيز الاستخدام خلال حياتنا اليومية، وبالتالي فإن الجمعية تتابع هذه التطورات كافة، وتحاول مناقشة موضوعات الساعة، مشيراً إلى أن النسخة السابقة من المؤتمر ناقشت البيانات الضخمة، وهذا العالم تطرقنا إلى استعراض كل ما يتعلق بـ «إنترنت الأشياء».

حضور كبير
ولفت إلى أن هناك حضوراً كبيراً من المؤسسات والشركات المتخصصة في مجال «الإنترنت»، حيث تستضيف أبوظبي تقريباً 100 عارض، و75 شركة متخصصة محلية وعالمية. وأوضح أن هذا الزخم يستهدف أيضاً تنمية المهنيين الموظفين في مجال المكتبات والمعلومات المكتبية. إذ تحولت هذه المكتبات إلى مراكز معلومات ينتفع منه الاختصاصيون في العلوم كافة، بما يمكن اعتباره تغيرات جوهرية للمكتبات التقليدية المعروفة في السابق، مؤكداً أن الكتاب سيبقى دوماً المحتوى الرئيسي في المكتبات، عبر تطوير ملايين الكتب الإلكترونية في العلوم والمعارف كافة ومن كل أنحاء العالم؛ ولذلك يسعى المؤتمر لمواكبة هذه التغيرات من خلال محاور المؤتمر وجلساته النقاشية، بحضور خبراء من المنطقة والعالم.